" فصل "
قال السيوطى :
الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٢١)
أخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله ﴿ الذين أتيناهم الكتاب ﴾ قال : هم اليهود والنصارى.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : يحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولا يحرفونه عن مواضعه.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والهروي في فضائله ن ابن عباس في قوله ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : يتبعونه حق اتباعه، ثم قرأ ﴿ والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ٢ ] يقول : اتبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب في قوله ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوّذ بالله من النار.
وأخرج الخطيب في كتاب الرواة عن مالك بسند فيه مجاهيل عن ابن عمر عن النبي ﷺ في قوله ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : يتبعونه حق اتباعه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طرق عن ابن مسعود قال : في قوله ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : أنّ يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزل الله ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئاً غير تأويله. وفي لفظ : يتبعونه حق اتباعه ".
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : يتكلمونه كما أنزل الله ولا يكتمونه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ﴾ قال : منهم أصحاب محمد الذين آمنوا بآيات الله وصدقوا بها. قال : وذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول : والله إن حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرفه عن مواضعه. قال : وحدثنا عن عمر بن الخطاب قال : لقد مضى بنو إسرائيل وما يعني بما تسمعون غيركم.