"إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ٨١" المستحقين للثناء الدائم المستمر ولذلك أجريناه عليه "ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ٨٢" كفار قومه وإنه وزوجته المذكورين إذ حل عليهم العذاب راجع تفصيل القصة في الآية ٤٤ فما بعدها من سورة هود المارة "إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ٨٢" لأنه نهج نهجه وسار سيره وتبع دينه وشيعة الرجل أتباعه المقتفون أثره، قالوا وكان بينهما الفان وستمئة وأربعون سنة، ولم يكن بينهما نبي إلا هودا وصالحا، وأرى أن هذا وما قدمناه من نسل
أولاد نوح لا يجوز القطع به ولا إنكاره، بل نكل فيه العلم إلى العليم الواحد إذ لا طائل تحته ولا يتعلق فيه حكم ولا حد فمثله كمثل بقية الأخبار والقصص والأمثال، إذ لا آية تنص على ذلك ولا حديثا صحيحا يستند إليه، لهذا فالأحسن في مثله أن لا يصدق بصورة قطعية ولا يكذب تكذيبا محضا، هذا ومن قال إن ضمير شيعته يعود إلى سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلم لا مستند له وليس بسديد لأن القاعدة وجوب عود الضمير إلى أقرب مذكور ولا أقرب من نوح ولأن لفظ شيعة لا يقال للمتأخر على المتقدم قال الكميت الأصيفد بن يزيد :
ومالي إلا آل أحمد شيعة ومالي إلا مذهب الحق مذهب


الصفحة التالية
Icon