جلاله إلى رسوله محمد صلّى اللّه عليه وسلم وخاطبه بقوله "فَاسْتَفْتِهِمْ" عطف على قوله أول السورة (فَاسْتَفْتِهِمْ أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً) وذلك بعد أن بين اللّه معايبهم بإنكار البعث طفق يبين مثالبهم مما نسبوه إليه تعالى فقال سلهم يا محمد "أَ لِرَبِّكَ الْبَناتُ" اللاتي يستنكفون عنهن ويقتلونهن خشية العار أو نفقتهن "وَلَهُمُ الْبَنُونَ ١٤٩"
الذين يرغبون فيهم ويتفاخرون ويتباهون وهذه الآية على حد قوله تعالى (أَ لَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى ) الآية ١١ من سورة والنجم المارة في ج ١، وقوله تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) الآية ٥٧ من سورة النحل الآتية
، أي كيف يليق بقومك يا حبيبي أن ينسبوا لي ما يكرهون ولأنفسهم ما يحبون وأنا المنزه عن ذلك كله "أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ ١٥٠" على ذلك حتى يسمونهم بنات "كلا" يا أكرم الرسل ليسوا بأولاد اللّه بل عباده وهم من أشرف الخلق وأقدسهم عن النقائص ولم يشاهدوا خلقهم ولم يعلموا به ولم يكن لي بنات ولم يولد لي شي ء


الصفحة التالية
Icon