"أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ١٥١" "وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ١٥٢" في زعمهم ونسبتهم ولم نخلقهم إناثا ولم يشاهدوا خلقهم فهم مبرأون عما وسموهم به لأنهم لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة لأنهم لا شهوة لهم "أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ ١٥٣" اختارهن عليهم وأنتم تعدون الأنوثة من أخس صفات الحيوان أيليق بكم هذا "ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ١٥٤" على اللّه هذا الحكم الجائر الذي لا ترضونه لأنفسكم وهو جهل صادر منكم بذات الربوبية الأقدس "أَ فَلا تَذَكَّرُونَ ١٥٥" بمقامه الجليل وترتدعون عما تتقولون، وهذا استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع أي لا يكون شيء من ذلك جائز البتة "أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ ١٥٦" على زعمكم هذا كلا لا دليل ولا حجة ولا برهان ولا أمارة بذلك فإن كان عندكم به شيء "فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ"
الذي فيه هذا "إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
١٥٧" بقولكم، قال تعالى "وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً" إذ قالوا إن اللّه تعالى تزوج من الجن وهم حي على حدة منهم إبليس عليه اللعنة.
مطلب في الجن ونصرة اللّه تعالى أنبياءه وما يستخرج من الآية :
أخرج ابن الياس وعبد بن حميد وابن جرير وغيرهم عن مجاهد قال : قال كفار قريش الملائكة بنات اللّه، تعالى اللّه عن ذلك فقال لهم أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه على سبيل التبكيت فممن أمهاتهم ؟ فقالوا بنات سروات الجن أي أشرافهم.
ورواه أيضا ابن أبي حاتم عن عطية وقال ابن عباس هم حي من الملائكة يقال لهم الجن ومنهم إبليس، وقيل إن المراد بالجن الملائكة وسموا جنا لاستتارهم.


الصفحة التالية
Icon