وقال الشيخ سيد قطب :
مقدمة سورة الصافات
هذه السورة المكية - كسابقتها - قصيرة الفواصل، سريعة الإيقاع، كثيرة المشاهد والمواقف، متنوعة الصور والظلال، عميقة المؤثرات، وبعضها عنيف الوقع، عنيف التأثير.
وهي تستهدف - كسائر السور المكية - بناء العقيدة في النفوس، وتخليصها من شوائب الشرك في كل صوره وأشكاله. ولكنها - بصفة خاصة - تعالج صورة معينة من صور الشرك التي كانت سائدة في البيئة العربية الأولى. وتقف أمام هذه الصورة طويلاً ; وتكشف عن زيفها وبطلانها بوسائل شتى.. تلك هي الصورة التي كانتجاهلية العرب تستسيغها، وهي تزعم أن هناك قرابة بين الله - سبحانه - وبين الجن. وتستطرد في تلك الأسطورة فتزعم أنه من التزاوج بين الله - تعالى - والجنة ولدت الملائكة. ثم تزعم أن الملائكة إناث، وأنهن بنات الله !