فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الصافات
الصافات : هم جماعة الملائكة يقفون صفوفا لكل واحد منهم مرتبة معينة في الشرف والفضيلة، والزاجرات زجرا : أصل الزجر الدفع عن الشيء بتسلط وصياح ثم استعمل
فى السّوق والحث على الشيء، وفي المنع والنهى والمراد بها هنا الملائكة، لأن لهم تأثيرا في قلوب بنى آدم بزجرهم عن المعاصي وإلهامهم فعل الخير، والتاليات ذكرا :
هم الملائكة يجيئون بالكتب من عند اللّه إلى أنبيائه، والمشارق : هى مشارق الشمس بعدد أيام السنة، فهى في كل يوم تشرق من مشرق وتغرب في مغرب، والمغارب كذلك متعددة تعدد المشارق، ولم يذكرها اكتفاء بتعدد المشارق
الدنيا : مؤنثة الأدنى أي أقرب السموات من أهل الأرض والمارد والمريد، المتعرى عن الخير من قولهم : شجر أمرد : إذا تعرى من الورق، يسمعون : أي يستمعون، والملأ : الجماعة يجتمعون على رأى، والمراد بهم هنا الملائكة، يقذفون :
يرجمون، والدحور : الطرد والإبعاد، واصب : أي دائم، والخطفة : الاختلاس والأخذ بسرعة على غرّة، والشهاب : الشعلة الساطعة من النار الموقدة، والثاقب : المضيء
فاستفهم : أي فاستخبر مشركى مكة من قولهم : استفتى فلانا إذا استخبره وسأله عن أمر يريد علمه، أشد خلقا : أي أصعب خلقا وأشق إيجادا، لازب : أي ملتصق بعضه ببعض، وأنشدوا لعلى بن أبى طالب :
تعلّم فإن اللّه زادك بسطة وأخلاق خير كلّها لك لازب
يسخرون : أي يستهزئون، وإذا ذكروا لا يذكرون : أي وإذا وعظوا لا يتعظون، آية : أي معجزة، يستسخرون : أي يبالغون في السخرية والاستهزاء.
قال الزجاج : الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة، والدين : الجزاء كما جاء فى قولهم
" كما تدين تدان "


الصفحة التالية
Icon