وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الصافاتوهي مكية
١ - من ذلك قوله جل وعز والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات تذكرا (آية ١ روى مسروق عن عبد الله بن مسعود وعكرمة عن ابن عباس قالا في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا هذه كلها الملائكة قال أبو جعفر الصافات جمع صافة كأنه جماعة
صافة أي مصطفة تذكر الله جل وعز وتسبحه والزاجرات جمع زاجرة أي التي تزجر السحاب على ما مضى وقال قتادة الزاجرات كل ما زجر عنه كأنه يريد ذوات الزجر ويجوز أن تكون الزاجرات كل ما يزجر عن معاصي الله جل وعز وأن تكون التاليات كل ما يتلو ذكر الله جل وعز وكتبه ٢ - ثم قال جل وعز رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق (آية ٥) روى أبو ظيبان عن ابن عباس قال للشمس كل يوم
مشرق وكل يوم مغرب فتلك المشارق والمغارب وللصيف مشرق ومغرب وللشتاء ولا مشرق ومغرب فذلك قوله جل وعز رب المشرقين ورب المغربين ٣ - ثم قال جل وعز إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب (آية ٦) على البدل وبزينة الكواكب قال أبو حاتم أعني الكواكب
قال أبو جعفر وأجود مما قال أن يكون بمعنى بأن زينا الكواكب فيها ويجوز بزينة الكواكب بمعنى بأن زينتها الكواكب أو بمعنى هي الكواكب ٤ - وقوله جل وعز وحفظا من كل شيطان مارد (آية ٧) أي وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد ٥ - وقوله جل وعز لا يستمعون إلى الملأ الأعلى (آية ٨) يعني الملائكة قال أبو حاتم أي لئلا يسمعوا ثم حذف أن فرفع
الفعل كما قال الشاعر: ألا أيها اللائمي احضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
٦ - ثم قال جل وعز ويقذفون من كل جانب دحورا (آية ٩) قال مجاهد ويقذفون أي يرمون دحورا أي مطرودين وقال قتادة دحورا أي رميا في النار قال أبو جعفر يقال دحره إذا طرده وباعده دحورا ودحرا