ويروى عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ دحورا بفتح الدال والمصادر على فعول قليلة وقال بعض النحويين ليس بمصدر ولكنه بمعنى بما يدحرهم ولو كان على ما قال لكان بدحور أي بمباعد ٧ - ثم قال جل وعز: (ولهم عذاب واصب (الاية ٩) قال مجاهد وقتادة أي دائم
٨ - ثم قال جل وعز إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (آية ١٠) يقال خطف الشئ إذا أخذه بسرعة فأتبعه شهاب ثاقب قال الحسن ومجاهد وقتادة وأبو مجلز ثاقب أي مضئ قال أبو جعفر وهذا مشهور في اللغة كما قال:
وزندك أثقب أزنادها وقوله جل وعز فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا (آية ١١)
قال مجاهد والضحاك يعني السموات والأرض والبحار قال أبو جعفر يجب أن يكون داخلا في هذا الملائكة وغيرها مع السموات والأرض والبحار لأن من لا يقع لما لا يعقل مفردا ثم قال جل وعز إنا خلقناهم من طين لازب (آية ١١) قال مجاهد أي لازم وقال قتادة أي لازق
والفراء يذهب إلى أن الباء بدل من الميم وحكي أنه يقال لاتب بمعناه وقال النابغة: فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب ١ - وقوله جل وعز بل عجبت ويسخرون (آية ١٢) قال قتادة بل عجبت من الكتاب والوحي ويسخرون مما جئت به وقيل المعنى بل عجبت من إنكارهم البعث وأنكر شريح أن تقرأ بل عجبت بضم التاء وقال إن الله لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم
قال أبو جعفر وهذا الذي قاله لا يلزم وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس ومعنى التعجب في اللغة أن ينكر الشئ ويقل في فيتعجب منه فالله جل وعز العالم بالأشياء وبما يكون ولكن لا يقع التعجب إلا بعد الكون فهو منه جل وعلا خلافة من الآدميين لأنه قد علمه قبل وبعد وهو يشبه علم الشهادة كما قال سبحانه لنعلم أي الحزبين ويجوز أن يكون المعنى قل بل عجبت
١٢ - وقوله جل وعز وإذا رأوا آية يستسخرون (آية ١٤) قال قتادة أي يسخرون وقال مجاهد أي يسخرون ويستهزئون وقيل يستسخرون يستدعون السخري من غيرهم