وعن أيمانهم قال أشبه عليهم أمر دينهم قال أبو جعفر وحقيقة معنى إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين والله أعلم إنكم كنتم تأتوننا من الجهة التي هي أقوى الجهات وهي جهة الدين فتشككوننا فيه وقد قيل هذا في قوله جل وعز والسموات مطويات بيمينه وهو معروف في كلام العرب والله أعلم بما أراد
قال الشاعر: تلقاها عرابة باليمين فردوا عليهم بأنهم كانوا ضالين فقالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان قال السدي أي من حجة وقوله جل وعز (بل كنتم قوما طاغين) أي ضالين (فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون) أي كلنا في العذاب (فأغويناكم إنا كنا غاوين) (آية ٣٢) أي بالوسوسة والاستدعاء ٢٠ - وقوله جل وعز (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) (آية ٣٥) أي عن توحيد الله جل وعز
٢١ - وقوله جل وعز (يطاف عليهم بكأس من معين) (آية ٤٥) قال قتادة أي خمر جارية (بيضاء لذة للشاربين) قال الحسن خمر الجنة أشد بياضا من اللبن ثم قال جل وعز (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) (آية ٤٧) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد (لا فيها غول) قال لا فيها وجع بطن (ولا هم عنها ينزفون) لا تذهب عقولهم وروى معمر عن قتادة (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) قال لا تصدع رؤسهم ولا تذهب محمد عقولهم
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (لا فيها غول) قال يقول ليس فيها صداع (ولا هم عنها ينزفون) قال لا تذهب عقولهم
قال سعيد بن جبير (لا ينزفون) لا تنزف عقولهم قالوا والغول الأذى المكروه قال أبو جعفر وهذا أجمعها أو أولادها يقال غالته غول أي ذهبت به ذاهبة وقد غاله الشراب واغتاله أي ذهب بعقله أو آذاه ومنه اغتال فلان فلانا ومنه قتله قتل غيلة انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأصل نزف نقص والمعنى لا يلحقهم نقصان بسكر ولا غيره فنفى الله جل وعز عنهم السكر لما فيه من الباطل والسفه