وجملته النقصان ويقرأ (ولا هم عنها ينزفون) وفي معناه قولان أ - أعرفهما أنه يقال أنزف الرجل إذا نفد شرابه والمعنى أنزف شرابه ب - والقول الآخر أنه حكي انه يقال أنزف الرجل إذا سكر وانشد أبو عبيدة للأبيرد: لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم * لبئس الندامى كنتم آل أبجرا فأما نزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر فمعروف مسموع من العرب
٢٣ - وقوله جل وعز (وعندهم قاصرات الطرف عين) (آية ٤٨) قال قتادة قصرن طرفهن على أزواجهن وروى أبو يحيى عن مجاهد قال قصرن أطرافهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لا يغرن على أزواجهن قال أبو جعفر والقول الأول هو المعروف وأصله من قصرته أي حبسته وقوله تعالى (عين) قال مجاهد أي حسان العيون وقال السدي (عين) أي عظام الأعين وحكى أهل اللغة أنه يقال رجل أعين وامرأة عيناء أي واسع
العين ثم قال جل وعز (كأنهن بيض مكنون) (آية ٤٩) قال قتادة أي لم تمر به الأيدي يشبهن بياضه يعني قتادة الذي داخل القشر قال أبو جعفر يقال كننت الشئ أي صنته والعرب تشبه المرأة ببيضة النعامة كما قال الشاعر: كبكر المقاناة أبو البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير محلل
٢٥ - ثم قال عز وجل (فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون)
(آية ٥٠) يعني أهل الجنة (قال قائل منهم إني كان لي قرين) (آية ٥١) قال عطاء الخراساني هذان رجلان أخوان تصدق أحدهما بماله فعيره أخوه وقال له ما قصا الله جل وعز
وقد روي عن ابن عباس هو الرجل المشرك له صاحب مؤمن قال له هذا قال مجاهد (قرين) أي شيطان ٢٦ - ثم قال جل وعز (يقول أئنك لمن المصدقين) (آية ٥٢) المعنى يقول أئنك لمن المصدقين بأنا مدينون ثم كسرت إن لمجئ اللام قال مجاهد (مدينون) أي محاسبون (قال هل أنتم مطلعون) أي قال الذي في الجنة هل أنتم مشرفون (فاطلع فرآه) أي فأشرف فرأى قرينه (في سواء


الصفحة التالية
Icon