الجحيم) أي في وسطها قال الذي في الجنة (تالله إن كدت لتردين) أي تهلكني وفي قراءة عبد الله لتغوين ثم قال جل وعز (ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين) (آية ٥٧)
قال قتادة أي لمن المحضرين في النار ثم قال جل وعز (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم) (آية ٦٠) قال قتادة هذا آخر كلامه ثم قال جل وعز (لمثل
هذا فليعمل العاملون) وقوله جل وعز (أذلك خير نزلا) (آية ٦٢) أذلك خير نزلا ونزلا أي رزقا والنزل أيضا الريع والفضل ثم قال تعالى (أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين) (آية ٦٢) قال مجاهد قال أبو جهل ما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد فنتزقم وقال قتادة فتنوا بهذا فقالوا كيف يكون في النار شجرة والنار تأكل الشجر فقال الله عز وجل (إنها شجرة تحرج في
أصل الجحيم) أي غذاؤها من النار ومنها خلقت ٣٠ - ثم قال جل وعز (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) (آية ٦٥) (طلعها) أي ثمرها كأنه أول ما يطلع منها ثم قال (كأنه رؤوس الشياطين) قال أبو العباس يقال لم تر الشياطين فكيف وقع التشبيه بها ؟
وهل يجوز أن يقال كأن زيدا فلان وفلان لا يعرف
فالجواب أن المقصود هو ما وقع عليه التعارف من المعاني فإذا قيل فلان شيطان فقد علم أن المعنى فلان قبيح خبيث ومنه قولهم تشيطن إذا تخبث كما قال الشاعر: أيقتلني والمشر في مضاجعي * ومسنونة زرق كأنياب أغوال ولم تر الغول قط ولا أنيابها ولكن العرب إذا قبحت المؤنث شبهته بالغول وإذا قبحت المذكر شبهته بالشيطان فهذا جواب صحيح بين وقد قيل هو نبت باليمن قبيح المنظر شبهت به يقال له الأستن والشيطان وليس ذلك بمعروف عند العرب