عبدتم غيره إذا لقيتموه ٤٠ - وقوله جل وعز (فنظر نظرة في النجوم) (آية ٨٨) في معناه ثلاثة أقوال قال الحسن أي تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج قال أبو جعفر والمعنى على هذا القول فنظر فيما نجم له من الرأي أي فيما طلع له يقال نجم القرن والنبت إذا طلعا
أي فكر فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم فقال إني سقيم
قال الخليل يقال للرجل إذا فكر في الشئ كيف يدبره نظر في النجوم وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الاية والقول الثاني أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء فعلم ان لها خالقا ومدبرا وأنها تتغير وعلم ان ذلك يلحقه فقال إني سقيم والقول الثالث ما رواه سعيد عن قتادة أن سعيد بن المسيب قال نظر إلى نجم فقال إني سقيم فكايد عن دينه قال أبو جعفر والمعنى على هذا القول فعمل ما يعلمون من
النظر في النجوم واستدلالهم بها قال سعيد بن جبير والضحاك (فقال إني سقيم) أي مطعون وكاتوا) يهربون من الطاعون قال الله جل وعز (فتولوا عنه مدبرين) ٤١ - وقوله جل وعز (فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون) (آية ٩١) أي مال وعدل ومنه الرواغ ثم قال (ألا تأكلون)
تعجبا
أي فقرب إليها الطعام فقال (ألا تأكلون) ؟ فلما لم يرها تأكل قال ألا تنطقون ؟ وقال أبو مالك جاء إلى آلهتهم وكانوا قد جعلوا بين أيديها طعاما فلما لم تكلمه قال مالكم لا تنطقون فأخذ فأسا فضرب به حافتيها ثم علقه في عنق أكبرها ٤٢ - وقوله جل وعز (فراغ عليهم ضربا باليمين) (آية ٩٣) قال أبو جعفر يجوز أن يكون معنى (باليمين) بالقوة كما تقدم ويجوز أن يريد اليد
وقيل بيمينه حين قال (وتالله لاكيدن أصنامكم) ٤٣ - ثم قال جل وعز (فأقبلوا إليه يزفون) (آية ٩٤) قال قتادة أي يمشون قال أبو جعفر يقال زف النعام يزف إذا أسرع وذلك في أول عدوه ويقرأ (يزفون) بضم الياء وأكثر اهل اللغة لا يعرفه وقد يجوز أن يكون أزف صادف الزفيف فيكون هذا منه