استفهام وفيه توبيخ لهم. وقد تُطرح ألف الاستفهام من التوبيخ. ومثله قوله ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ﴾ يُستفهم بهَا ولا يستفهم. ومعناهمَا جميعاً واحِد. وألف (اصْطفى) إذا لم يُستفهم بها تذهب فى اتّصَال الكلام، وتبتدئها بالكسر.
﴿ وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً...﴾
يقال: الجِنّة هَا هُنَا الملاَئِكة. جَعَلوا بينه وبين خَلْقه نَسَباً. ﴿وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ﴾ أنّ الذين قالوا هَذَا القول ﴿مُحْضَرُونَ﴾ فى النارِ.
﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ﴾
وقوله: ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ...﴾
يريد: وآلهتكم التى تعْبُدون ﴿مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾ بمضِلِّينَ.
﴿ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ﴾
وقوله: ﴿مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ...﴾
أى على ذلكَ الدِين بمضلّين. وقوله ﴿عَلَيه﴾ و ﴿بِهِ﴾ و ﴿لَهُ﴾ سواء. وأهل نجدٍ يقولون: بمفْتِنِينَ. أهْل الحجاز فتنت الرجل، وأَهل نجدٍ يقولون: أفتنتهُ.
﴿ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ﴾
وقوله: ﴿إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ...﴾
إلاّ مَن قُدّر له أن يَصْلَى الجحِيم فى السَّابق من علم الله. وقرأ الحَسن (إلاَّ مَنْ هو صَالُ الجحيم) رفَعَ اللام فيمَا ذكروا فإن كان أراد واحداً فليسَ بجَائِز لأنك لا تقول: هَذا قاضٌ ولا رامٌ. وإن يكن عَرَف فيها لغة مقلوبةً مثل عاثَ وعثا فهو صَوَاب. قد قالت العرب. جُرُفٌ هَارٌ وهَارٍ وهو شاكُ السّلاح ا وشاكِى السّلاح وأنشدنى بعضهم:
فلو أَنَّى رميتك من بَعيد * لعَاقكَ عن دعاء الذئبِ عَاقِى
يريد: عائِق. فهذا ممّا قُلِب. ومنه ﴿ولاَ تَعْثوا﴾ ولا تعِيثوا لغتان. وقد يكون أن تجعَل ﴿صَالو﴾ جمعاً ؛ كما تقول: من الرجال مَنْ هو إخوتك، تذهب بهو إلى الاسم المجهول، وتُخرج فعله عَلىالجمع ؛ كما قال الشاعر: