البحث الأول : فيما يتعلق باللغة فقوله :﴿وَحِفْظاً﴾ أي وحفظناها، قال المبرد : إذا ذكرت فعلاً ثم عطفت عليه مصدر فعل آخر نصبت المصدر لأنه قد دل على فعله، مثل قولك أفعل وكرامة لأنه لما قال أفعل علم أن الأسماء لا تعطف على الأفعال، فكان المعنى أفعل ذلك وأكرمك كرامة، قال ابن عباس يريد حفظ السماء بالكواكب و ﴿مّن كُلّ شيطان مَّارِدٍ﴾ يريد الذي تمرد على الله قيل إنه الذي لا يتمكن منه، وأصله من الملاسة ومنه قوله :﴿صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ﴾ [ النمل : ٤٤ ] ومنه الأمرد : وذكرنا تفسير المارد عند قوله :﴿مَرَدُواْ عَلَى النفاق﴾ [ التوبة : ١٠١ ].
البحث الثاني : فيما يتعلق بالمباحث العقلية في هذا الموضع، فنقول الاستقصاء فيه مذكور في قوله تعالى :﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رُجُوماً للشياطين﴾ [ الملك : ٥ ] قال المفسرون الشياطين كانوا يصعدون إلى قرب السماء فربما سمعوا كلام الملائكة وعرفوا به ما سيكون من الغيوب، وكانوا يخبرونهم به ويوهمونهم أنهم يعلمون الغيب فمنعهم الله تعالى من الصعود إلى قرب السماء بهذه الشهب فإنه تعالى يرميهم بها فيحرقهم بها، وبقي ههنا سؤالات :


الصفحة التالية
Icon