وزعم أبو حاتم أنه لا وجه لها ؛ لأن بعدها ﴿ مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ فالكلام جارٍ على التوبيخ من جهتين : إحداهما أن يكون تبييناً وتفسيراً لما قالوه من الكذب ويكون "مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" منقطعاً مما قبله.
والجهة الثانية أنه قد حكى النحويون منهم الفراء أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما قال جل وعز :﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدنيا ﴾ [ الأحقاف : ٢٠ ].
وقيل : هو على إضمار القول ؛ أي ويقولون "اصطفى الْبَنَاتِ".
أو يكون بدلاً من قوله :"وَلَدَ اللَّهُ" لأن ولادة البنات واتخاذهن اصطفاء لهنّ، فأبدل مثال الماضي من مثال الماضي فلا يوقف على هذا على "لَكَاذِبُونَ".
﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ في أنه لا يجوز أن يكون له ولد.
﴿ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ﴾ حجة وبرهان.
﴿ فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ ﴾ أي بحججكم ﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في قولكم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon