وقال أبو حيان فى الآيات السابقة :
﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) ﴾
العراء : الأرض الفيحاء لا شجر فيها ولا يعلم، قال الشاعر :
رفعت رجلاً لا أخاف عثارها...
ونبذت بالمين العراء ثيابي
اليقطين : يفعيل كاليفصيد، من قطن : أقام بالمكان، وهو بالمكان، وهو ما كان من الشجر لا يقوم على ساق من عود، كشجر البطيخ والحنظل والقثاء.
الساحة : الفناء، وجمعها سوح، قال الشاعر :
فكان سيان أن لا يسرحوا نعما...
أو يسرحوه بها واغبرت السوح
﴿ وإن يونس لمن المرسلين، إذ أبق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المدحضين، فالتقمه الحوت وهو مليم، فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون، فنبذناه بالعراء وهو سقيم، وأنبتنا عليه شجرة من يقطين، وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون، فآمنوا فمتعناهم إلى حين، فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون، أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون، ألا إنهم من إفكهم ليقولون، ولد الله وإنهم لكاذبون، أصطفى البنات على البنين، ما لكم كيف تحكمون، أفلا تذكّرون، أم لكم سلطان مبين، فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ﴾.
يونس بن متى من بني إسرائيل.
وروي أنه نبىء وهو ابن ثمان وعشرين سنة، بعثه الله إلى قومه، فدعاهم للإيمان فخالفوه، فوعدهم بالعذاب، فأعلمهم الله بيومه، فحدده يونس لهم.
ثم إن قومه لما رأوا مخايل العذاب قبل أن يباشرهم تابوا وآمنوا، فتاب الله عليهم وصرف العذاب عنهم.
وتقدم شرح قصته، وأعدنا طرف منها ليفيد ما بين الذكرين.
قيل : ولحق يونس غضب، فأبق إلى ركوب السفينة فراراً من قومه، وعبر عن الهروب بالإباق، إذ هو عبد الله، خرج فاراً من غير إذن من الله.
وروي عن ابن مسعود أنه لما أبعدت السفينة في البحر، ويونس فيها، ركدت.
فقال أهلها : إن فيها لمن يحبس الله السفينة بسببه، فلنقترع.


الصفحة التالية
Icon