وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة ص
مكية وآياتها ٨٨ آية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة ص وهي مكية ١ - من ذلك قوله جل وعز (ص) بإسكان الدال لأنها من حروف التهجي وتقرأ صاد والأجود عند سيبويه فيها الإسكان ولا تعرب لأن حكمها الوقوف عليها فهي مثل حروف الهجاء (آلم) (وآلمر) و (ص) إذا جعلته اسما للسورة لم ينصرف قال مجاهد هو فاتحة السورة وقال قتادة هو اسم من أسماء الرحمن وقال محمد بن كعب هو مفتاح اسماء الله تعالى صمد وصادق الوعد
وروي أن الضحاك قال صاد صدق الله وقراءة الحسن (صاد) بكسر الدال معناها صاد القرآن بعملك يقال صاديته أي قابلته وهذا مشهور عند أهل اللغة ويجوز أن يكون كسر لالتقاء الساكنين والفتح من ثلاث جهات: أ - قيل منها أن يكون قسما الله لأفعلن ب - ومنها أن يكون بمعنى اتل صاد والقرآن ج - ومنها ان يكون فتح لالتقاء الساكنين
والقراءة بكسر الدال والتنوين لحن عند أكثر النحويين وإن كان ابن أبي إسحاق من كبراء النحويين إلا ان بعض النحويين قد أجازها على أن تخفض على القسم أجاز ذلك سيبويه ٢ - وقوله جل وعز (والقرآن ذي الذكر) (آية ١) روى سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر عن أبى حصين في قول الله جل وعز والقرآن ذي الذكر أي ذي الشرف وهذا مثل قوله جل وعز (وإنه لذكر لك ولقومك) وقيل معنى (ذي الذكر) فيه ذكر الأمم وغيرهم
فاما جواب القسم فقيل إنه في قوله (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) وهذا بعيد جدا لأنه قد اعترضت أقاصيص وأخبار وقيل الجواب في وقوله تعالى (كم اهلكنا من قبلهم من قرن) والمعنى لكم أهلكنا وحذفت اللام كما قال تعالى (قد أفلح من زكاها) وهو مذهب الفراء وقيل الجواب (إن كل إلا كذب الرسل) وقيل الجواب محذوف أي ما الأمر كما يقول هؤلاء الكفار ودل على هذا قوله تعالى (بل الذين كفروا في عزة
وشقاق) وهو مذهب قتادة


الصفحة التالية
Icon