وهو أولى الأقوال لأن بل قد حلت محل الجواب فاستغنى بها عنه ٣ - ثم خبر الله جل وعز بعنادهم وانحرافهم عن الحق فقال (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) (آية ٢) أي خلاف ٤ - ثم قال جل وعز (كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا ت حين مناص) (آية ٣) و (كم) للتكثير في كلام العرب ٥ - ثم قال جل وعز (فنادوا) أي بالتوبة والاستغاثة (ولات حين مناص) (آية ٣) روى أبو إسحاق عن التميمي عن ابن عباس (ولات
حين مناص) قال ليس حين نزو ولا فرار وقال عكرمة ليس حين انقلاب وقال قتادة نادوا حين لاحين نداء قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة أي ليس حين نداء منجي والمعنى ليس حين فوت واصله من ناص ينوص إذا تأخر وباص يبوص الله تقدم كما قال الشاعر: أفمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص * فتقصر عنه تارة وتبوص
وقوله جل وعز (إن هذا لشئ عجاب) (آية ٥) عجاب وعجيب بمعنى واحد كما تقول طويل
وطوال وكذلك (عجاب) قرأ به أبو عبد الرحمن ٧ - ثم قال جل وعز (وانطلق الملأ منهم أنا امشوا واصبروا على آلهتكم) (آية ٦) روى سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد (وانطلق الملأ منهم) قال هو وعقبة بن أبي معيط أن
امشوا أن تفسير ويجوز أن يكون معناه بأن امشوا واصبروا على آلهتكم فخبر الله جل وعز بإقامتهم على الكفر ٨ - وقوله جل وعز (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) (آية ٧) روى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس قالا (في الملة الآخرة) في النصرانية
وقال محمد بن كعب يعنون ملة عيسى ﷺ وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (في الملة الآخرة) قال ملة قريش وقال قتادة في الملة الآخرة أي ملتنا التي نحن عليها ٩ - وقوله جل وعز (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) (آية ٩)


الصفحة التالية
Icon