رجع وأواب على التكثير ١٧ - ثم قال جل وعز (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق) (آية ١٨) إشراق الشمس ضوءها وصفاؤها ١٨ - ثم قال جل وعز (والطير محشورة كل له أواب) (آية ١٩) يجوز أن يكون المعنى كل لله جل وعز أواب يعني داود والجبال والطير ويجوز أن يكون المعنى في (كل) للجبال والطير أي ترجع مع داود التسبيح ١٩ - ثم قال جل وعز (وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) (آية ٢٠)
قال مجاهد لم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانه قال السدي كان يحرسه في كل ليلة أربعة آلاف وقيل (شددنا ملكه) بأن الوحي كان ياتيه وهذا عن ابن عباس وقد روى عكرمة عن ابن عباس أن رجلين اختصما إلى
داود ففال المستعدي إن هذا اغتصبني بقرا فجحده الآخر فأوحى الله إلى داود أن يقتلا الذي استعدى عليه فأرسل داود إلى الرجل إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك فقال الرجل أتقتلني بغير بينة فقال لايرد أمر الله فيك فلما عرف الرجل أنه قاتله قال والله ما أخذت بهذا الذنب ولكن كنت اغتلت والد هذا فقتلته فأمو عمرو به داود فقتل فاشتدت هيبة بني إسرائيل عند ذلك له
وهو قول الله عز وجل (وشددنا ملكه) ٢٠ - ثم قال جل وعز (وآتيناه الحكمة) (آية ٢٠) قال أبو العالية أي المعرفة بكتاب الله جل وعز وقال السدي النبوة وقال مجاهد هو عدله ٢١ - ثم قال جل وعز (وفصل الخطاب) (آية ٢٠) قال الحسن أي الفهم في القضاء
وقال أبو عبد الرحمن وقتادة أي وفصل القضاء وقال شريح والشعبي وكعب الشهود والأيمان وكذلك روى الحكم عن مجاهد وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ما قال أنفذ وقال الشعبي فصل الخطاب أما بعد قال أبو جعفر الخطاب في اللغة والمخاطبة واحد فالمعنى على حقيقة اللغة أنه يفصل أي يقطع المخاطبة
بالحكم الذي آتاه الله إياه ويقطع ايضا فصلها في الشهود والأيمان وقيل ش (وفصل الخطاب) البيان الفاصل بين الحق والباطل


الصفحة التالية
Icon