٢٢ - وقوله جل وعز (وهل اتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) (آية ٢١) تسوروا أي علو والمحراب كل مكان مرتفع وقيل محراب للذي يصلى إليه على التمثيل أي هو أرفع موضع في المسجد وخصم يقع للواحد والاثنين والجميع بلفظ واحد على معنى ذو خصم ولا اختلاف بين أهل التفسير انه يراد به ههنا ملكان
٢٣ - وقوله جل وعز (إذ دخلوا على داود ففزع منهم) (آية ٢٢) قيل دخلا عليه ليلا في غير وقت الخصومة فلذلك قال (ففزع منهم) وقيل فزع منهما لدخول هما من غير الباب الذي كان منه المدخل ٢٤ - وقوله جل وعز (قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض) (آية ٢٢) على جهة المسألة كما تقول رجل يقول لامرأته كذا ما يجب
عليه ؟ ٢٥ - ثم قال جل وعز (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط) (آية ٢٢) (فاحكم بيننا بالحق) أي بالعدل ولا تشطط أي ولا تجر
يقال أشط يشط إذا جار وشط يشط إذا بعد وقد قرى ولا تشطط أي لا تبعد في الحكم كما قال الشاعر: شطت مزار العاشقين فأصبحت * عسرا علي طلابها ابنة مخرم واهدنا إلى سواء الصراط أي إلى قصد السبيل وقال تعالى (اهدنا الصراط المستقيم) بغير إلى والعرب تحذف حرف الخفض مما يتعدى إلى مفعولين كما قال الشاعر: ومنا الذي اختير الرجال سماحة * وبرا إذا هب الرياح الزعازع وقيل معنى اهدنا الصراط أعلمنا الصراط ومعنى
اهدنا إلى الصراط ارشدنا إلى الصراط ٢٦ - ثم قال عز وجل (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة (آية ٢٣) قال وهب (إن هذا أخي) أي على ديني (له تسع وتسعون نعجة) والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة كما قال الشاعر:
فرميت غفلة عينه عن شاته * فاصبت حبة قلبها وطحالها وفي قراءة ابن مسعود (إن هذا أخي كان له تسع وتسعون نعجة أنثى


الصفحة التالية
Icon