وكان ههنا مثل قوله (وكان الله غفورا رحيما) فاما قوله أنثى فقيل هو على جهة التوكيد وقيل لما كان يقال هذه مائة نعجة وإن كان فيها من الذكور شئ يسير جاز أن يقال أنثى ليعلم انه لاذكر فيها ٢٧ - ثم قال جل وعز (ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها) (آية ٢٣) قد جاءت أخبار وقصص في أمر داود ﷺ وأوريا وأكثرها لا يصح ولا يتصل إسناده ولا ينبغي ان يجترأ على مثلها إلا بعد المعرفة بصحتها
وأصح ما روي في ذلك ما رواه مسروق عن عبد الله بن مسعود قال ما زاد داود ﷺ على ان قال أكفلنيها أي انزل لي عنها وروى المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما زاد داود على أن قال أكفلنيها أي تحول لي عنها وضمها
إلي قال أبو جعفر فهذا أجل ما روي في هذا
والمعنى عليه أن داود عليه السلام سأل أو ريا أن يطلق له امرأته كما يسال الرجل الرجل ان يبيعه جاريته فنبهه الله جل وعز على ذلك وعاتبه لما كان نبيا وكان له تسع وتسعون أنكر عليه أن يتشاغل بالدنيا وبالتزيد قبل منها فأما غير هذا فلا ينبغي الاجتراء عليه ومعنى أكفلنيها إنزل لي عنها واجعلني كافلها قال الضحاك (وعزني في الخطاب) أي قهرني وفي قراءة عبد الله وعازني
قال أبو جعفر يقال عازه أي غالبه وعزه أي غلبه قال الحسن أي قهره في المحاورة قال أبو جعفر ومنه قولهم من عز بز ومنه قول زهير: فعزته يداه وكاهله ٢٨ - ثم قال جل وعز (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) (آية ٢٤) المعنى بسؤاله نعجتك كما قال تعالى لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ومعنى إلى نعاجه أي مضمومة إلى نعاجه (وإن كثيرا من الخلطاء)
أي الشركاء والخليط الشريك


الصفحة التالية
Icon