ثم قال تعالى (ليدبروا آياته) أي ليفكروا في عواقب ما يكون منه (وليتذكر أولوا الألباب) أي العقول ٣٥ - وقوله جل وعز (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) (آية ٣٠) فيه سبعة أقوال: أ - قال ابن المسيب الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ب - وقال سعيد بن جبير الأواب المسبح ج - وقال قتادة المطيع
د - وقال عبيد بن عمير الذي يذكر ذنبه في الخلاء فيستغفر منه ه - ووقيل الراحم و - وقيل التائب ز - وقال أهل اللغة الرجاع الذي يرجع إلى التوبة ٣٦ - وقوله جل وعز (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) (آية ٣١) قال مجاهد (الصافنات) من الخيل التي ترفع إحدى يديها وتقف على ثلاث وقال الفراء الصافن القائم
وهذا المعروف في كلام العرب
قال مجاهد الجياد السراع ٣٧ - وقوله جل وعز (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي) (آية ٣٢) قال الفراء الخير في كلام العرب والخيل واحد قال أبو جعفر في الحديث الشريف الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة فكأنها سميت خيرا لهذا وفي الحديث (لما وفد زيد الخيل على النبي ﷺ فقال له لن تزيد الخير)
وهو زيد بن مهلهل الشاعر قال الفراء المعنى إني آثرت حب الخير قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا ان المعنى إني أحببت حب الخير حبا فالهاني يحيى عن ذكر ربي قال قتادة عن صلاة العصر ٣٨ - ثم قال جل وعز (حتى توارت بالحجاب) (آية ٣٢) في معناه قولان: أحدهما أن المعنى حتى توارث الشمس وانه قد عرف معنى الضمير كما قال:
على مثلها أمضي إذا قال صاحبي * الا ليتني افديك منها وأفتدي أي منها يعني من الفلاة ولم يجر لها ذكر


الصفحة التالية
Icon