قال أبو إسحاق لما قال بالعشي كان المعنى بعد زوال الشمس فجئ بالضمير على هذا وروى أبو اسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال (الصلاة التي فرط فيها سليمان صلاة العصر) وقيل حتى توارت بالحجاب يعني الخيل وروى سعيد بن مسروق عن عكرمة قال كانت الخيل التي شغل بها سليمان عشرين ألف فرس فقطعها
٣٩ - وقوله جل وعز (ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق) (آية ٣٣) قال الحسن في قوله تعالى فطفق مسحا بالسوق والأعناق فقطع أسوقها وأعناقها فأبدله الله جل وعز مكانها خيرا منها وقيل معنى (فطفق مسحا) اقبل يمسحها بيده من غير قتل كما روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها
ومن قال قتلها فذلك على أنه ذكاة أو أنه أبيح ذلك كما روي عن عبد الله بن عمر أنه أعجبه غلام فأعتقه ٤٠ - وقوله جل وعز (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم اناب) (آية ٣٤) قد رويت في ذلك أخبار: أ - منها أن شيطانا غلب على ملكه أياما
ب - ومنها أن الشياطين قتلت ابنه خوفا من أن يملكهم بعده والقته على كرسيه والله اعلم بما كان من ذلك والكلام يوجب انه أزيل ملكه فجلس آخر على كرسيه ٤١ - وقوله جل وعز (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) (آية ٣٥) أي اعطني فضيلة ومنزلة كما قال إبراهيم (رب أرني كيف
تحيي الموتى) ٤٢ - وقوله جل وعز (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب) (آية ٣٦) قال قتادة الرخاء اللينة قال الحسن الرخاء ليست بعاصفة ولا هينة بين ذلك وروى علي بن أبى طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى (رخاء حيث اصاب) قال مطيعة حيث أراد حكى الأصمعي أصاب الصواب فأخطأ الجواب أي أراد الصواب وحقيقته في اللغة أنه بمعنى قصد من قولهم أصبت أي قصدت فلم تخطئ
٤٣ - ثم قال جل وعز (والشياطين كل بناء وغواص) (آية ٣٧) أي من يبني له المحاريب والتماثيل ومن يغوص في البحر فيخرج الحلية


الصفحة التالية
Icon