ويزهدون في الدنيا وفي القراءة بالإضافة قول آخر وهو قول مجاهد يكون المعنى إنا أخلصناهم بأن ذكرنا الجنة لهم ٤٩ - ثم قال جل وعز (وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار) (آية ٤٧)
أي هم مصطفون من الذنوب والأدناس ٥٠ - وقوله جل وعز (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفيل وكل من الأخيار) (آية ٤٨) قال الأشعري قيل ذو الكفل لأنه كفل بعمل رجل صالح كان يصلي في كل يوم مائة صلاة فاثنى الله جل وعز عليه بحسن كفالته ولم يكن نبيا وقيل كفل لبعض الملوك بالجنة وكتب له كتابا بذلك
والكفل في اللغة النصيب والحظ ٥١ - وقوله جل وعز (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب) (آية ٤٩) (هذا ذكر) أي شرف وذكر حسن في الدنيا ثم قال (وإن للمتقين لحسن مآب) أي لهم مع الذكر الحسن في الدنيا حسن مرجع في الآخرة ٥٢ - ثم بين ذلك فقال (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) (آية ٥٠)
أي أبوابها ٥٣ - وقوله جل وعز (وعندهم قاصرات الطرف أتراب) (آية ٥٢) روى سعيد عن قتادة قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم قال أبو جعفر وانشد أهل اللغة:
من القاصرات الطرف لودب محول * من الذرفوق ولم الأتب منها لأثرا الإتب الجلد ثم قال تعالى (أتراب) قال قتادة على سن واحدة قال مجاهد أي أمثال وحكى السدي متواخيات لا يتعادين ولا يتغايرن ٥٤ - وقوله جل وعز (إن هذا لرزقنا ماله من نفاد) (آية ٥٤) أي انقطاع
قال السدي كلما أخذ منه شئ عاد مثله ٥٥ - وقوله جل وعز (هذا فليذوقوه حميم وغساق) (آية ٥٧) يجوز أن يكون المعنى هذا حميم وغساق فليذوقوه ويجوز أن يكون المعنى هذا فليذوقوه منه حميم ومنه غساق كما قال الشاعر: لها متاع وأعوان غدون لها * قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا
قال قتادة كنا نحدث أن الغساق ما يسيل من بين الجلد واللحم قال الفراء وهو مذهب الضحاك قيل الغساق شئ


الصفحة التالية
Icon