بارد يحرق كما يحرق الحميم قال أبو جعفر قول قتادة أولى لأنه يقال غسقت عينه إذا سالت وقال ابن زيد الحميم دموع أعينهم يجمع في حياض النار يسقونه والغساق الصديد الذي يخرج من جلودهم والاختيار على ذلك (غساق) حتى يكون مثل سيال ٥٦ - ثم قال جل وعز (وآخر من شكله أزواج) (آية ٥٨)
وقرأ مجاهد وأبو عمرو بن العلاء (واخر من شكله) وأنكر أبو عمرو (آخر) لقوله (أزواج) أي لا يخبر عن واحد بجماعة وأنكر عاصم الجحدري (وأخر) قال ولو كانت وأخر لكان من شكلها قال أبو جعفر كلا الردين لا يلزم لأنه إذا قرأ وأخر من شكله جاز أن يكون المعنى وأخر من شكل ما ذكرنا وأخر من شكل الحميم وأخر من شكل الغساق
وأن يكون المعنى وأخر من شكل الجميع ومن قرأ وآخر من شكله فقراءته حسنة لأن المعنى للفعل وإذا كان المعنى للفعل خبر عن الواحد باثنين وجماعة كما تقول
عذاب فلان ضربان وعذابه ضروب شتى ويجوز أن يكون أزواج لحميم وغساق وآخر قال قتادة من شكله من نحوه قال يعقوب الشكل المثل والشكل الدل قال عبد الله بن مسعود وآخر من شكله أزواج الزمهرير حدثنا محمد بن جعفر الأنباري قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي رجاء عن الحسن في قوله أزواج قال ألوان من العذاب
ثم قال جل وعز (هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار) (آية ٥٩) (هذا فوج) أي جماعة ٠ وفرقة (مقتحم معكم) أي شئ بعد شئ (لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار) لا مرحبا بمعنى لا أصبت رحبا أي سعة بمعنى لا اتسعت منازلهم في النار الفراء يذهب إلى أن الكلام معترض وأن المعنى قالوا لا
مرحبا بهم ٥٨ - وقوله جل وعز (قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار) (آية ٦١) قال عبد الله بن مسعود يعني الحيات والأفاعي