٥٩ - ثم قال جل وعز (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخريا) (آية ٦٣ ٦٢) ويقرأ أتخذناهم على الاستفهام وفي القراءة الأولى قولان: أحدهما وهو قول الفراء أنها على التوبيخ والتعجب قال والعرب تأتي بالاستفهام في التوبيخ والتعجب ولا تأتي به والقول الآخر وهو قول أبي حاتم أن المعنى وقالوا ما لنا لا نرى رجالا اتخذناهم سخريا يجعله نعتا للرجال
ومعنى سخري وسخري بين عند أكثر أهل اللغة واحد إلا ابا عمرو فإنه زعم أن سخريا يسخرون منهم وسخريا يسخرونهم ويستذلونهم ٦٠ - ثم قال جل وعز (أم زاغت عنهم الأبصار) (آية ٦٣) روى ليث عن مجاهد وقالوا ما لنا لا نرى رجالا قال قال أبو جهل والوليد بن المغيرة ما لنا لا نرى رجالا ؟ قال قالوا أين سلمان أي خباب اين بلال أين عمار وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتخذناهم سخريا
فأخطأنا أمرهم في النار فزاغت أبصارنا عنهم
قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأن أم للتسوية فصار المعنى على قوله أأخطأنا حديث أم لم نخطئ وقيل هي بمعنى (بل) والقراءة بوصل الألف بينة حسنة ٦١ - وقوله جل وعز (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) (آية ٦٨) قال مجاهد يعني القرآن ٦٢ - وقوله جل وعز (ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون) (آية ٦٩) قال الحسن يعني الملائكة اختصموا كما أخبر تعالى عنهم بقوله (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من
طين) أي حين خلق آدم عليه السلام بيده قال أبو جعفر وفي الحديث يختصمون في الكفارات وهي إسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال أبو جعفر الملأ في اللغة الأشراف الأفاضل كأنهم مليئون بما يسند إليهم وقد قيل يجوز أن يكون يعني بالملأ الأعلى ههنا الملائكة (إذ يختصمون) يعني قريشا لأن منهم من قال الملائكة بنات