وقوله: ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً...﴾
ذكروا أنه كان إذا سَبَّح أجابته الجبال بالتسبيح، واجتمعتْ إليْه الطير فسَبَّحت. فذلكَ حَشْرهَا ولو كَانت: والطيرُ محشورةٌ بالرفع لمَّا يظهر الفعْل مَعَهَا كانَ صَوَاباً. تكون مثل قوله ﴿خَتَم اللهُ عَلى قلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِمْ وعَلَى أبصارِهم غِشَاوَةٌ﴾ وقَالَ الشاعر:
ورأيتُمُ لمجاشعٍ نَعَماً * وبنى أبيه جَامل رُغُب
ولم يقل: جَاملاً رُغباً والمعْنى: ورأيتم لهم جاملاً رُغُباً. فلمَّا لم يظهر الفعل جَاز رفعُه.
﴿ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴾
وقوله: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ...﴾
اجتمعت القراء عَلى تخفيفها ولو قَرَأ قارئ ﴿وشَدَّدْنا﴾ بالتشديد كان وجهاً حسَناً. ومعنى التشديد أنّ محرابه كان يحرسه ثلاَثة وثلاثون ألفاً.
وقوله: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ...﴾
قال الفراء: حدَّثنى عمرو بن أبى المِقدام عن الحكم بن عتيبَة عن مجاهِدٍ فى قوله ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ قال: الشهود والأَيمان. وقال بعض المفسّرينَ: فصْل الخطاب أَمّا بعد.
﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاطِ ﴾
وقوله: ﴿إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ...﴾
﴿إِذْ دَخَلُواْ...﴾


الصفحة التالية
Icon