وقالت أَلا يا اسمع نِعظك بخُطَّةٍ * فقلت سَميعاً فانطقى وأَصيبى
ا أى سميعاً أَسمعُ منكَ، أو سميعاً وعَظْتِ. والرفع فيه جائز على الوجوه الاوَل.
وقوله ﴿وَلاَ تُشْطِطْ﴾ يقول: ولا تَجُر: وقد يقول بعض العرب: شططتَ عَلىّ فى السَّوم، واكثر الكلام أَشططت. فلو قرأ قارئ ﴿وَلاَ تَشْطِطْ﴾ كأنه يذهَبُ له إلى مَعْنى التباعد و﴿تَشْطُطْ﴾ أيضاً. العرب تقول: شطَّت الدار فهى تشِطّ وتَشُطّ.
وقوله ﴿وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاطِ﴾ إلى قَصْد الصراط. وهذا ممَّا تدخل فيه (إلى) وتخرج منه.
قال الله ﴿اهدِنَا الصراطَ المستقيم﴾ وقال ﴿وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ وقال ﴿إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾ ولم يقل (إلى) فحذفت إلى من كل هذا. ثم قال فى موضع آخر ﴿أَفَمَنْ يَهْدِى إلى الحَقّ﴾ وقال ﴿يَهْدِى إلىَ الحَقِّ وَإلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ويقال هديتك للحق وإليهِ قال الله ﴿الذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لنَهْتَدِى﴾ وكأن قوله ﴿اهدنَا الصراط﴾ أعلمنا الصراط، وكأن قوله ﴿اهدنا إلى الصّراط﴾ أرشِدنا إليْه والله أعلم بذلكَ.
﴿ إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴾
وقوله: ﴿إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً...﴾
وفى قراءة عبدالله (كَانَ لَهُ) وربّما أدخلت العرب (كان) علىالخبر الدائِم الذى لا ينقطع. ومنه قول الله فى غير موضع ﴿وكان رَبُّك قديراً﴾ ﴿وكان الله غفوراً رحيماً﴾ فهذا دائم. والمعْنى البيّن أن تُدخل (كان) عَلى كل خبر قد كان ثم انقطع ؛ كما تقول للرجل: قد كنت موسرا، فمْعنى هَذَا: فأنتَ الآنَ مُعْدِم.