والشُعْرى رقابا. ويروى: الشُّعْر الرقابا.
وقال عدِيّ:
مِن ولىٍّ أوْ أخى ثِقَةٍ * والبعيد الشاحِط الدّارا
وكذلك تجعَل معنىالأبواب فى نَصْبها، كأنك أردت: مفتَّحة الأبوابِ ثم نوَّنت فنصبت. وقد يُنشَد بيت النابغة:
ونأخذ بعده بذُناب دَهرٍ * أجَبَّ الظهرَ ليسَ له سَنَامُ
وأجَبِّ الظهرِ.
﴿ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾
ب وقوله: ﴿وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ...﴾
مرفوعة لأنّ ﴿قاصرات﴾ نكرة وإن كانت مضافة إلى معرفة ؛ ألا ترى أن الألف واللام يَحْسنان فيها كقول الشاعر:
من القاصرات الطَرْفِ لو دَبّ مُحْوِل * من الذَرّ فوق الإتْب منها لأثَّرا
(الإتب: المئزِر) فإذا حسُنت الألف واللام فى مثل هذا ثم ألقيتها فالاسم نكرة. وربما شبَّهت العرب لفظه بالمعْرفة لِمَا أضيف إلى الألف واللام، فينصبون نعته إذا كان نكرة ؛ فيقولونَ: هَذَا حَسَن الوجه قائماً وذاهباً. ولو وضَعْت مكان الذاهب والقائم نكرة فيها مدح أو ذمّ آثرت الإتباع، فقلت: هذا حَسَنُ الوجه موسر، لانَّ اليَسارة مدح. ومثله قول الشاعر:
ومَن يُشوِه يوم فإن وراءه * تِبَاعة صَيّاد الرّجالِ غَشُومِ
قال الفراء: (وَمَن يُشوِه) أى يأخذ شَوَاه وأطايبه. فخفض الغشوم لأنه مدح، ولو نصب لأنَّ لفظه نكرة ولفظ الذى هو نعت له معرفة كان صَوَابا ؛ كما قالُوا: هذا مِثْلك قائماً، ومثلك جميلاً.
﴿ هَاذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾
وقوله عزّ وجل: ﴿فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ...﴾
رفعت الحميم والغسَّاق بهذا مقدّماً ومؤخراً. والمعْنَى هذا حَمِيم وغسَّاق فليذوقوه. وإن شئت جعلته مستانفاً، وجعلت الكلام قبله مكتفِياً ؛ كأنك قلت: هذا فليذوقوه، ثم قلت: منه حميم ومنه غسَّاق كقول الشاعر:
حَتّى إذا مَا أضَاء الصُّبحُ فى غَلَسٍ * وغودر البقلُ مَلْوِىّ ومحصودُ