﴿ هذا ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي العذاب هذا، وقوله تعالى :﴿ فَلْيَذُوقُوهُ ﴾ جملة مرتبة على الجملة قبلها فهي بمنزلة جزاء شرط محذوف، وقوله تعالى :﴿ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هو حميم وغساق وذا قد يشاربه للمتعدد أو مبتدأ محذوف الخبر أي منه حميم ومنه غساق كما في
قوله : حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس...
وغودر البقل ملوى ومحصود
أي منه ملوى ومنه محصود أو ﴿ هذا ﴾ مبتدأ خبره ﴿ حَمِيمٍ ﴾ وجملة ﴿ فليذوقوه ﴾ معترضة كقولك زيد فافهم رجل صالح أو هذا مبتدأ خبره ﴿ هذا فَلْيَذُوقُوهُ ﴾ على مذهب الأخفش في إجازته زيد فاضربه مستدلاً بقوله :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم...
أو ﴿ هذا ﴾ في محل نصب بفعل مضمر يفسره ﴿ فَلْيَذُوقُوهُ ﴾ أي ليذوقوا هذا فليذوقوه، ولعلك تختار القول بأن ﴿ هذا ﴾ مبتدأ وحميم خبره وما في البين اعتراض وقد قدمه في الكشاف والفاء تفسيرية تعقيبية وتشعر بأن لهم إذاقة بعد إذاقة، وفي حميم وغساق على هذين الوجهين الاحتمالان المذكوران أولاً والحميم الماء الشديد الحرارة.
والغساق بالتشديد كما قرأ به ابن أبي اسحاق.
وقتادة.
وابن وثاب.
وطلحة.
وحمزة.
والكسائي.
وحفص والفضل.
وابن سعدان.
وهارون عن أبي عمرو، وبالتخفيف كما قرأ به باقي السبعة اسم لما يجري من صديد أهل النار كما روي عن عطاء.
وقتادة.
وابن زيد، وعن السدى ما يسيل من دموعهم.
وأخرج ابن جرير عن كعب أنه عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذي حمة من حية وعقرب وغيرهما يغمس فيها الكافر فيتساقط جلده ولحمه وأخرج ابن جرير.


الصفحة التالية
Icon