وابن المنذر عن ابن عباس أنه الزمهرير، وقيل : هو مشدداً ومخففاً وصف من غسق كضرب وسمع بمعنى سال يقال غسقت العين إذا سال دمعها فيكون على ما في البحر صفة حذف موصوفها أي ومذوق غساق ويراد به سائل من جلود أهل النار مثلا، والوصيفة في المشدد أظهر لأن فعالا بالتشديد قليل في الأسماء، ومنه الغياد ذكر البوم والخطار دهن يتخذ من الزيت والعقار ما يتداوي به من النبات، ومن الغريب ما قاله الجواليقي.
والواسطي أن الغساق هو البارد المنتن بلسان الترك والحق أنه عربي نعم النتونة وصف له في الواقع وليست مأخوذة في المفهوم، فقد أخرج أحمد.
والترمذي.
وابن حبان.
وجماعة وصححه الحاكم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ " ولو أن دلو من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " وقيل الغساق عذاب لا يعلمه إلا الله عز وجل ويبعده هذا الخبر.
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (٥٨)
﴿ وَأَخَّرَ ﴾ أي ومذوق آخر وفسره ابن مسعود كما رواه عنه جمع بالزمهرير أو وعذاب آخر.
وقرأ الحسن.
ومجاهد.
والجحدري.
وابن جبير.
وعيسى.
وأبو عمرو و﴿ ءاخَرَ ﴾ على الجمع أي ومذوقات أو أنواع عذاب آخر ﴿ مِن شَكْلِهِ ﴾ أي من مثل هذا المذوق أو العذاب في الشدة والفظاعة، وتوحيد الضمير دون تثنيته نظراً للحميم والغساق على أنه لما ذكر أو للشراب الشامل للحميم والغساق أو للغساق.