قرأ نافع ﴿سِخْرِيّاً﴾ بضم السين والباقون بكسرها، وقيل هما بمعنى واحد وقيل بالكسر هو الهزء وبالضم هو التذليل والتسخير.
المسألة الثالثة :
اختلفوا في نظم الآية على قولين بناء على القراءتين المذكورتين أما القراءة على سبيل الإخبار فالتقدير ما لنا لا نراهم حاضرين لأجل أنهم لحقارتهم تركوا، أو لأجل أنهم زاغت عنهم الأبصار.
ووقع التعبير عن حقارتهم بقولهم ﴿أتخذناهم سِخْرِيّاً﴾ وأما القراءة على سبيل الاستفهام، فالتقدير لأجل أنا قد اتخذناهم سخرياً وما كانوا كذلك فلم يدخلوا النار، أم لأجل أنه زاغت عنهم الأبصار، واعلم أنه تعالى لما حكى عنهم هذه المناظرة قال إن ذلك الذي حكينا عنهم لحق لا بد وأن يتكلموا به، ثم بين أن الذي حكيناه عنهم ما هو، فقال :﴿تَخَاصُمُ أَهْلِ النار﴾ وإنما سمى الله تعالى تلك الكلمات تخاصماً لأن قول الرؤساء ﴿لاَ مَرْحَباً بِهِمْ﴾ وقول الأتباع ﴿بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ﴾ من باب الخصومة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٦ صـ ١٩٢ ـ ١٩٥﴾