الصِّدقِ الذي ليس لغيرِهم.
﴿ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المصطفين الاخيار ﴾ لمن المُختارين من أمثالِهم المصطَفَين عليهم في الخيرِ. والأخيار جمعُ خَيْرٍ كشرَ وأشرارٍ، وقيل : جمعُ خَيِّرٍ أو خَيْرٍ مُخفَّفٍ منْهُ كأمواتٍ في جمعِ مَيِّتٍ ومَيْتٍ ﴿ واذكر إسماعيل ﴾ فُصلَ ذكرُه عن ذكره أبيه وأخيهِ للإشعارِ بعراقتِه في الصَّبرِ الذي هُو المقصودُ بالتَّذكيرِ. ﴿ واليسع ﴾ هو ابن أخطوب بنِ العجوزِ استخلفَه الياسُ على بني إسرائيلَ ثم استُنبىء واللامُ فيه حرفُ تعريفٍ دخلَ على يسع كما في قولِ مَن قال :
رأيتُ الوليدَ بنَ اليزيدِ مُبارَكاً... وقُرىء واللَّيسع كأنَّ أصله لَيْسع فَيْعل من اللَّسعِ دخلَ عليه حرفُ التَّعريفِ وقيل : هو على القراءتينِ عَلَم أعجميٌّ دخل عليه اللامُ وقيل : هو يُوشع. ﴿ وَذَا الكفل ﴾ هو ابنُ عمِّ يسع أو بشر بن أيوب. واختُلف في نبوَّتِه ولقبهِ فقيل فرَّ إليه مائةُ نبيَ من بني إسرائيلَ من القتل فآواهُم وكَفَلهم، وقيل كُفل بعملِ رجلٍ صالحٍ كان يُصلِّي كلَّ يومٍ مائةَ صلاة ﴿ وَكُلٌّ ﴾ أي وكلُّهم ﴿ مّنَ الاخيار ﴾ المشهورينَ بالخيريَّةِ.


الصفحة التالية
Icon