﴿ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا ﴾ حالٌ من ضميرِ لَهمُ والعاملُ فيها مفتَّحة. وقولُه تعالى ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بفاكهة كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴾ استئنافٌ لبيانِ حالِم فيها وقيل : هو أيضاً حالٌ مَّما ذُكر أو من ضمير متَّكئين والاقتصارُ على دعاءِ الفاكهةِ للإيذانِ بأنَّ مطاعَمهم لمحضِ التَّفكهِ والتَّلذذِ دُون التَّغذِّي فإنَّه لتحصيل بدلِ المتحلِّلِ ولا تحلَّلِ ثَمة ﴿ وَعِندَهُمْ قاصرات الطرف ﴾ أي على أزواجهنَّ لا ينظُرن إلى غيرِهم ﴿ أَتْرَابٌ ﴾ لداتٌ لهم فإنَّ التَّحابَّ بين الأقرانِ أرسخُ أو بعضهن لبعضٍ لا عجوزَ فيهنَّ ولا صبيَّةَ. واشتقاقُه من التُّراب فإنَّه يمسُّهم في وقتٍ واحدٍ ﴿ هذا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الحساب ﴾ أي لأجلِه فإنَّ الحسابَ علَّةٌ للوصولِ إلى الجزاءِ. وقُرىء بالياءِ ليوافقَ ما قبلَه. والالتفاتُ أليقُ بمقامِ الامتنانِ والتَّكريمِ.