وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾
و: ﴿ إذ ﴾ في قوله :﴿ إذ قال ربك ﴾ بدل من قوله :﴿ إذ ﴾ الأولى على تأويل من رأى الخصومة في شأن من يستخلف في الأرض، وعلى الأقوال الأخر يكون العامل في ﴿ إذ ﴾ الثانية فعل مضمر تقديره : واذكر إذ قال. والبشر المخلوق من الطين. هو آدم عليه السلام و: ﴿ سويته ﴾ يريد به شخصه. ﴿ ونفخت ﴾ هي عبارة عن إجراء الروح فيه، هي عبارة على نحو ما يفهم من إجراء الأشياء بالنفخ.
وقوله :﴿ من روحي ﴾ هي إضافة ملك إلى مالك، لأن الأرواح كلها هي ملك لله تعالى، وأضاف إلى نفسه تشريفاً.
وقوله :﴿ ساجدين ﴾ اختلف الناس فيه، فقالت فرقة : على السجود المتعارف. وقالت فرقة معناه : خاضعين على أصول السجود في اللغة. ثم أخبر تعالى أن الملائكة بأمره سجدوا ﴿ إلا إبليس ﴾ فإنه ﴿ استكبر ﴾ عن السجود.
وقوله تعالى :﴿ وكان من الكافرين ﴾ يحتمل أن يريد به : وكان من أول أمره من الكافرين في علم الله تعالى، قاله ابن عباس، ويحتمل أن يريد : ووجد عند هذه الفعلة من الكافرين، وعلى القولين فقد حكم الله على إبليس بالكفر، وأخبر أنه كان عقد قلبه في وقت الامتناع.
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)
القائل لإبليس هو الله عز وجل، وقوله ﴿ ما منعك ﴾ تقرير وتوبيخ.
وقرأ عاصم والجحدري :" لَمَّا خلقت " بفتح اللام من :" لَمَّا " وشد الميم.
وقرأ جمهور الناس " بيديْ " بالتثنية. وقرأ فرقة :" بيديَّ " بفتح الياء، وقد جاء في كتاب الله :﴿ مما عملت أيدينا ﴾ [ يس : ٧١ ] بالجمع.


الصفحة التالية
Icon