﴿ إِنَّ ذَلِكَ ﴾ أي : الذي حكي عنهم :﴿ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴾ أي : لواقع وثابت. و :﴿ تَخَاصُمُ ﴾ بدل من حق، أو خبر لمحذوف. وقرئ بالنصب على البدل من :﴿ ذَلِكَ ﴾ قال الزمخشري : فإن قلت : لم سمي ذلك تخاصماً ؟ قلت : شبه تقاولهم، وما يجري بينهم من السؤال والجواب، بما يجري بين المتخاصمين من نحو ذلك، ولأن قول الرؤساء :﴿ لا مَرْحَبَاً بِهِمْ ﴾ وقول أتباعهم :﴿ بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ ﴾ من باب الخصومة. فسمي التقاول كله تخاصماً ؛ لأجل اشتماله على ذلك. انتهى.
فكتب الناصر عليه : هذا يحقق ما تقدم من أن قوله :﴿ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴾ من قول المتكبرين الكفار. وقوله تعالى :﴿ بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ ﴾ من قول التباع. فالخصومة على هذا التأويل حصلت من الجهتين. فيتحقق التخاصم. خلافاً لمن قال أن الأول من كلام خزنة جهنم، والثاني من كلام الأتباع ؛ فأنه على هذا التقدير، إنما تكون الخصومة من أحد الفريقين. فالتفسير الأول أمكن وأثبت. انتهى.
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ﴾ أي : رسول مخوّف :﴿ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ ﴾ أي : بلا ولد، ولا شريك :﴿ الْقَهَّارُ ﴾ أي : الغالب على خلقه.
﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ أي : من الخلق والعجائب :﴿ الْعَزِيزُ ﴾ أي : الذي لا يغلب إذا عاقب العصاة :﴿ الْغَفَّارُ ﴾ أي : لمن تاب وأناب.


الصفحة التالية
Icon