آ - مذهب السلف : ويقتضي الاعتقاد بذلك كما جاء في غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والإيمان به من غير تأويل، والسكوت عنه وعن أمثاله، مع الاعتقاد بأن اللّه تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ بـ - المذهب الثاني : هو تأويل الحديث بما يليق بجلال اللّه، وينفي عنه كل نقص، وأنه ليس كمثله شي ء، وقد أولوا الحديث بأن المراد باليد النعمة والمنة والرحمة، وذلك شائع في لغة العرب، يكون معناه على هذا الإخبار بإكرام اللّه تعالى إياه وإنعامه عليه بأن شرح صدره، ونوّر قلبه، وعرفه ما لا يعرفه أحد حتى وجد برد النعمة والمعرفة في قلبه، وذلك لما نوّر قلبه، شرح صدره، فعلم ما في السموات وما في الأرض، بإعلام اللّه تعالى إياه، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون، إذ لا يجوز على اللّه تعالى ولا على صفات ذاته مماسة أو مباشرة أو نقص، وهذا هو أليق بتنزيهه وحمل الحديث عليه. وإذا حملنا الحديث على المنام، فقد زال الإشكال، وحصل الفرض، ولا حاجة بنا إلى التأويل، ورؤية البارئ عز وجل في المنام على الصفات الحسنة دليل على البشارة والخير والرحمة للرائي.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٧١ إلى ٧٤]
إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤)
الإعراب :
(إذ) ظرف للزمن الماضي بدل من الظرف الأول " ١ " (للملائكة) متعلّق بـ (قال)، (بشرا) مفعول به لاسم الفاعل خالق (من طين) متعلّق بنعت لـ (بشرا).
جملة :" قال... " في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة :" إنّي خالق... " في محلّ نصب مقول القول.
(٧٢) (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو)، (فيه) متعلّق بـ (نفخت)، (من روحي) متعلّق بـ (نفخت)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بـ (قعوا) بتضمينه معنى اسجدوا " ٢ "، (ساجدين) حال منصوبة من فاعل قعوا.
وجملة :" سوّيته... " في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة :" نفخت... " في محلّ جرّ معطوفة على جملة سوّيته.
وجملة :" قعوا... " لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(٧٣) (الفاء) عاطفة (كلّهم) توكيد معنوي للملائكة مرفوع (أجمعون) توكيد معنويّ ثان مرفوع.
وجملة :" سجد الملائكة... " لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي : فخلقه فسّواه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة.
(١) في الآية (٦٩) من هذه السورة.. ويجوز أن يكون اسما ظرفيا في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
(٢) أو متعلّق بساجدين.