وهذه الآية على حد قوله تعالى (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) الآية ٤٦ من الإسراء في ج ١ فراجعها "وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ" كاللات والعزى وغيرهما من الأوثان "إِذا هُمْ" أي أولئك المشمئزين "يَسْتَبْشِرُونَ ٤٥" فرحا لافتتانهم بها فتنبسط وجوههم وتتهلل ويعلوها البشر لكثير ما ملئت قلوبهم من السرور والابتهاج بذكرها فيا حبيبي "قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" وصف
نفسه جلت
وعلت بكمال القدرة ثم نعتها بكمال العلم فقال "عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ" السر والعلانية "أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ" المؤمنين والكافرين "فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٤٦" من أمر دينك وتوحيدك.
يفيد هذا الأمر الإلهي العظيم جنوح حضرة الرسول إلى الدعاء والالتجاء إليه تعالى مما قاساه من نصب قومه في دعوتهم له وما ناله من شدة شكيمتهم في المكابرة والعناد وبيان حالهم في الدنيا وما يؤول إليه في الآخرة، وفيه تسلية له ومعلومية جهده وجده وبذل وسعه وسعيه عند ربه وتعليم لعباده كلهم بالالتجاء إليه فيما يهمهم وما لا يهمهم، ودعاؤه بأسمائه الحسنى، لأن أسماءه تعالى توقيفية، فلا يجوز تسميته بغيرها راجع الآية ٨ من سورة طه في ج ١ تجد ما سمى اللّه به نفسه ورسوله منها.
سئل الربيع بن خيثم عن قتل الحسين رضي اللّه عنه فتأوه وتلا هذه الآية، وعليه فإذا ذكر لك أيها القارئ شيء مما جرى بين الأصحاب رضوان اللّه عليهم، فاقرأ هذه الآية فإنها من الآداب التي ينبغي أن تحفظ.
روى مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : سألت عائشة رضي اللّه عنها بأي شيء كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام الليل ؟ قالت :