و فوقهما وتحتهما ملك لعظمته يتصرف فيهما وبما فيهما كيفما يشاء ويختار.
وكلمة مقاليد قيل إنها فارسية معربة من إقليد قال الراجز :
لم يوذها الديك بصوت تغريد ولم يعالج غلقها باقليد
والصحيح أنها عربية لتكلم العرب بها قبل نزول القرآن، وقدمنا ما يتعلق بجميع هذه الكلمات الموجودة في القرآن العظيم في الآية ١٨٢ من سورة الشعراء في ج ١ فراجعها، والمراد في المقاليد هنا واللّه أعلم ما ذكرناه من أنه لا يملك أمرهما ولا يتمكن من التصرف فيهما غيره، إذ لا يقدر على ذلك إلا اللّه، كما أنه لا يقدر على حفظهما وما فيهما غيره.
هذا، وقد أخرج ابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم وغيرهم عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن قوله تعالى (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فقال لا إله إلا اللّه واللّه أكبر سبحان اللّه والحمد للّه أستغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي قدير.
وجاء في رواية ابن مردويه عن ابن عباس مثله بزيادة كثيرة.