فإن قيل فما معنى قوله ﴿ فيتبعون أحسنه ﴾ وليس فيه إلا حسن فقل إن الله ذكر الطاعة في كتابه وأمر بها ووصف الجنة ورغب فيها وذكر المعصية ونهى عنها والنار وحذر منها فإذا تلا القارئ كتاب ربه تبع الطاعة فعمل بها وارتاح إلى الجنة فتقرب منها فهذا معنى أحسنه
قوله تعالى ﴿ ورجلا سلما لرجل ﴾ يقرأ بإثبات الألف وكسر اللام وبحذفها وفتح اللام فالحجة لمن أثبتها أنه أراد به خالصا لا شركة فيه والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر من قولك سلم سلما كما تقول حذر حذرا وليس بمعنى الصلح الذي هو ضد الحرب لأنه لا وجه لذلك ها هنا لأن هذا مثل ضربه الله للكافر المعاند ومعنى شركاء متشاكسين أي متنازعين مختلفين وللمؤمن الذي عبد إلها واحدا
قوله تعالى ﴿ بكاف عبده ﴾ يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه
قصد بذلك النبي ﷺ ودليله قوله تعالى مخاطبا له ﴿ ويخوفونك بالذين من دونه ﴾ يعني الأصنام والحجة لمن جمع أنه أراد بذلك كفاية الله لجميع أنبيائه لأن كل أمة قد كادت نبيها كما كيد محمد عليه السلام فدخل في الجملة معهم ودليله قوله تعالى حكاية عن قوم هود ﴿ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ﴾
قوله تعالى ﴿ هل هن كاشفات ضره ﴾ و ﴿ ممسكات رحمته ﴾ يقرآن بالتنوين والنصب وبحذف التنوين والخفض فالحجة لمن نون أنه أراد الحال والاستقبال ولمن أضاف أنه أراد ما ثبت ومضى وقد ذكر هذا فيما مضى بأبين من هذا الشرح
قوله تعالى ﴿ التي قضى عليها الموت ﴾ يقرأ بضم القاف وفتح الياء ورفع الموت وبفتح القاف وإسكان الياء ونصب الموت فالحجة لمن ضم القاف أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله وفتح الياء لكسرة الضاد قبلها ورفع الموت لأنه قام مقام الفاعل والحجة لمن فتح أنه أخبر بالفعل عن الله تعالى لتقدم اسمه في قوله ﴿ الله يتوفى الأنفس ﴾ وأسكن الياء للفتحة قبلها ونصب الموت بتعدي الفعل إليه


الصفحة التالية
Icon