اراد يا بني لبينى قال الفراء فيكون المعنى مردودا بالدعاء كالمنسوق لأنه ذكر الناسي الكافر ثم قص قصة الصالح بالنداء كما تقول في الكلام فلان لا يصوم ولا يصلي فيا من يصوم ويصلي أبشر هذا هو معناه فكذلك قوله أمن هو قانت أي يا من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما أبشر وفيه وجه آخر يجوز أن تكون الألف في أمن ألف استفهام المعنى أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما كغيره فكف عن الجواب وقال الزجاج أمن بالتخفيف تأويله أمن هو قانت كهذا الذي ذكرنا ممن جعل الله أندادا
ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا ٢٩
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورجلا سالما بالألف وكسر اللام أي خالصا للرجل كذا جاء في التفسير وهو اسم الفاعل على سلم فهو سالم وحجتهما قوله فيه شركاء متشاكسون فكما أن
الشريك عبارة عن العين وليس باسم حدث كذلك الذي بإزائه ينبغي أن يكون فاعلا ولا يكون اسم حدث وكذلك اختارها أبو عبيد وقال إن الخالص هو ضد المشترك وأما السلم فإنما ضد المحارب ولا موضع للحرب ها هنا
وقرأ الباقون سلما بغير ألف ومع اللام وهو مصدر سلم سلما وحجتهم قوله متشاكسون لأن معناه متنازعون يدعيه كل واحد منهم ثم وصف من هو ضد هذه الحال ممن لا تنازع فيه ولا اختصام فقال رجلا سلما لرجل وكان معلوما أن السلم ضد التنازع فكان تأويله ورجلا سلم لرجل فلم ينازع فيه ومنه قيل للسلف سلم لأنه سلم إلى من استسلفه
أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ٣٦


الصفحة التالية
Icon