قرأ حمزة والكسائي أليس الله بكاف عباده بالألف وقرأ الباقون عبده ذهبوا إلى الخطاب للنبي صلى الله عليه وحجتهم قوله ويخوفونك بالذين من دونه أي ويخوفونك يا محمد فكأن المعنى أليس الله بكافيك وهم يخوفونك من دونه يعني الأصنام وذلك أن قريشا قالوا للنبي صلى الله عليه أما تخاف أن يخبلك آلهتنا لعيبك إياها فأنزل الله أليس الله بكاف عبده فأخبر ثم خاطبه والمخبر والمخاطب واحد والعرب تخبر ثم ترجع إلى الخطاب
ومن قرأ عباده فالمعنى أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبل كما كفى إبراهيم النار ونوحا الغرق ويونس ما دفع إليه فهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرسل قبلك قال الفراء قد همت أمم الأنبياء بهم و وعدوهم مثل هذا فقالوا لهود إن نقول إلا اعتراض بعض آلهتنا بسوء فقال الله أليس الله بكاف عباده أي محمدا والأنبياء قبله
إن أرادني الله بضر هل هن كشفت ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكت رحمته ٣٨
قرأ أبو عمر هل هن كاشفات بالتنوين ضره بالنصب وكذلك ممسكات رحمته وقرأ الباقون بالإضافة
حجة أبي عمرو أن الفعل منتظر وأنه مما لم يقع وما لم يقع من أسماء الفاعلين إذا كان في الحال فالوجه فيه النصب المعنى هل هن يكشفن ضره أو يمسكن رحمته وحجة الإضافة أن الإضافة قد استعملتها ا لعرب في الماضي والمنتظر وأن التنوين لم يستعمل إلا في المنتظر خاصة فلما كانا مستعملين وقد نزل بهما القرآن فقال جل وعز كل نفس ذائقة الموت أخذ بأكثر الوجهين أصلا وحجة أخرى وهو أنه يراد فيهما التنوين ثم يحذف التنوين للتخفيف كما قال سبحانه إلا أتى الرحمن عبدا هذا لم يقع وتقديره آت الرحمن
الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ٤٢
قرأ حمزة والكسائي قضي عليها الموت على ما لم يسم فاعله وحجتهما أن الكلام أتى عقيب ذلك بترك تسمية الفاعل وهو قوله إلى أجل مسمى