وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الزمروهي مكية
قال وهب بن منبه من أحب أن يعرف قضاء الله جل وعز في خلقه فليقرأ سورة الغرف قال مجاهد عن ابن عباس هي مكية إلا ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة صلوات الله على حمزة اسلم ودخل المدينة فكان النبي ﷺ لا يطيق أن ينظر إليه فتوهم أن الله جل وعز لم يقبل إيمانه فأنزل الله جل وعز
(قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى آخر الثلاث الآيات ١ - من ذلك قوله جل وعز (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) (آية ١) يجوز ان يكون المعنى تنزيل الكتاب من عند الله
وأن يكون المعنى هذا تنزيل الكتاب ٢ - ثم قال جل وعز (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين) (آية ٢) أي بما حق في الكتب من إنزاله عليك ويجوز ان يكون المعنى ألزمك إياه بحقه عليك وعلى خلقه
وقيل المعنى يأمر بالعدل والحق ٣ - ثم قال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين) (آية ٢) أي لا تعبد معه غيره وحكى الفراء له الدين برفع الدين وهو خطأ من ثلاثة جهات: إحداها أن بعده (ألا لله الدين الخالص) فهو يغني عن هذا وأيضا فلم يقرأ به وأيضا فإنه يجعل مخلصا التمام والتمام عند رأس الآية أولى ٤ - ثم قال جل وعز (ألا لله الدين الخالص) (آية ٣) أي يعبد وحده لأن من الناس من له دين ولا يخلصه لله
جل وعز وروى معمر عن قتادة ألا لله الدين الخالص قال:
لا إله إلا الله ٥ - ثم قال جل وعز (والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (آية ٣) قال قتادة أي منزلة وقال الضحاك أي إلا ليشفعوا لنا قال أبو جعفر وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس ومجاهد (والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى