قال أبو جعفر يقال أناب إذا رجع وتاب ١٢ - وقوله جل وعز (ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل) (آية ٨) أي أعطاه واباحه وكان أبو عمرو بن العلاء ينشد: هنالك إن يستخولوا المال يخولوا * وإن يسالوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا ثم قال (نسي ما كان يدعو إليه من قبل) (آية ٨) أي نسي الذي كان يدعو الله جل وعز به من قبل ويجوز أن يكون المعنى نسي الله الذي كان يدعوه كما
قال تعالى (ولا أنتم عابدون ما أعبد) وفي قوله تعالى (قل تمتع بكفرك قليلا) معنى التهديد ١٣ - وقوله جل وعز (وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله)
(آية ٨) قال السدي الأنداد من الرجال يطيعهم في المعاصي وقيل عبد الأوثان وهذا أولى بالصواب لأن ذلك في سياق عتاب الله عز وجل إياهم على عبادتها ١٤ - وقوله جل وعز (أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما) (آية ٩)
أي مصل والقنوت الطاعة قال الحسن وقتادة (آناء الليل) ساعاته أوله واوسطه وآخره قال أبو جعفر قال الأخفش قراءة من قرأ (أمن هو) ؟ بالتخفيف ضعيفة في العربية لأن الف الاستفهام لا يعتمد على ما قبلها قال أبو جعفر الذي قاله الأخفش حسن يدل عليه ان الذي في سورة النمل لم يقرأ إلا مثقلا ومعنى كلامه أن الكلام معتمد على ما قبله ليس له خبر وإنما دل عليه ما قبله لأنه قال جل وعز (وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله)
فحذف الخبر لأن المعنى أمن هو مطيع كهذا أو أمن هو مطيع أفضل أم هذا وهذا موضع أم التي بمعنى بل كما قال:
أفتلك أم وحشية مسبوعة * خذلت وهادية الصوار قوامها وقوله: أذلك أم جاب يطارد آتنا * حملن فأدنى حملهن دروص ومن قرأ بالتخفيف فالخبر أيضا عنده محذوف وهو شئ غامض في العربية لا يأنس به إلا من درب بها كما قال: فأقسم لو شئ أتانا رسوله * سواك ولكن لم نجد لك مدفعا


الصفحة التالية
Icon