٤٠ - ثم قال جل وعز (قل لله الشفاعة جميعا) (آية ٤٤) كما قال تعالى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ٤١ - وقوله جل وعز (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين
لا يؤمنون بالآخرة) (آية ٤٥) روى معمر عن قتادة قال (اشمأزت) استكبرت وكفرت وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال انقبضت قال أبو جعفر يقال اشمأز من كذا إذا نفر منه ويروى أنهم كانو إذا سمعوا من يقول لا إله إلا الله وحده نفروا وقالوا لم تذكر آلهتنا
٤٢ - وقوله جل وعز (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) (آية ٤٧) يروى أنهم عملوا أعمالا توهموا أنها تنفعهم فلم تنفعهم لأنهم كانوا مشركين ٤٣ - وقوله جل وعز (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا) (آية ٤٩) قال مجاهد (خولناه) أعطيناه قال أبو جعفر يقال خولته كذا أي أعطيته إياه تفضلا من غير جزاء ٤٤ - وقوله جل وعز (قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون) (آية ٤٩) قال مجاهد (إنما أوتيته على علم) أي على شرف وقال قتادة أي على خير عندي
قال أبو جعفر المعنى إن لي علما بالكسب إما بتجارة أو غيرها فقد علمت إني أوتي هذا ومن أحسن ما قيل فيه أن المعنى قد علمت إذا أوتيت هذا في الدنيا ان لي عند الله منزلة فرد الله جل وعز ذا عليه فقال (أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون) الآية فعرف الله جل وعز انه ليس يعطي المال كل من له منزلة ٤٥ - ثم قال جل وعز (بل هي فتنة) (آية ٤٩) أي بل العطية فتنة يمتحن بها العبد ليظهر منه أيشكر أم يكفر ؟


الصفحة التالية
Icon