٤٦ - وقوله جل وعز (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) (آية ٥٣) روى مجاهد عن ابن عباس قال نزلت في وحشي قاتل حمزة على حمزة السلام إلى تمام ثلاث آيات وكان النبي ﷺ لا يطيق أن ينظر إليه فظن أن الله جل وعز لم يقبل منه إسلامه فنزلت هذه الايات الثلاث وروى إبراهيم التيمي عن ابن عباس أنه كان يقرأ (قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء) وقال نزلت في قاتل حمزة وذويه كذا قال
قال أبو جعفر وكذلك يروى أنه في مصحف ابن مسعود ومعنى (لا تقنطوا) لا تيأسوا قال قتادة (وأنيبوا إلى ربكم) أي أقبلوا واعملوا له ٤٧ - وقوله جل وعز (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة) (آية ٥٥) وكله حسن ففي هذا أقوال: أ - منها أن الله جل وعز قد أباح الانتصار بعد الظلم والعفو والعفو أحسن ب - ومنها أن الله جل وعز قد أخبر عن قوم أنهم أطاعوا وعن قوم أنهم عصوا فأمر أن نتبع الطاعة ج - ومنها أنه الناسخ د - ومنها أن يكون المعنى الحسن مما أنزل إليكم
و(بغتة) فجأة ٤٨ - وقوله جل وعز (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) (آية ٥٦) المعنى افعلوا هذا خوف أن تقول نفس وكراهة أن تقول نفس يا حسرتا والحسرة الندامة أي يلحق الإنسان ما يصير معه حسيرا أي معيبا وحرف النداء يدل على أنه شئ لازم أي يا حسرة هذا وقتك وهذا مذهب سيبويه قال مجاهد (في جنب الله) أي في أمر الله
قال أبو جعفر المعنى في جنب أمر الله على التمثيل