أي على الطريق الذي يؤدي إلى الحق وهو الإيمان ٤٩ - وقوله جل وعز (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين) (آية ٥٩) (بلى) في كلام العرب إنما يقع بعد النفي وليس في الكلام نفي، ولكن فيه معناه، لأن معنى (لو أن الله هداني) ما هداني الله وروى الربيع بن أنس عن أم سلمة ان النبي ﷺ قرأ بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين وقراءة الأعمش بلى قد جاءته آياتي وهذا يدل على التذكير
والربيع بن أنس لم يلحق أم سلمة إلا أن القراءة جائزة لأن النفس تقع للمذكر والمؤنث وقد أنكر هذه القراءة بعضهم وقال يجب إذا كسر التاء أن يقول وكنت من الكوافر أو من الكافرات قال أبو جعفر وهذا لا يلزم ألا ترى ان قبله أن تقول نفس ثم قال وإن كنت لمن الساخرين ولم يقل من السواخر ولا من الساخرات والتقدير في العربية على كسر التاء واستكبرت وكنت من
الجميع الساخرين أو من الناس الساخرين أو من القوم الساخرين وقوم يقع للرجال والنساء إذا اجتمعوا وللرجال مفردين كما قال الشاعر: وما أدري وسوف إخال أدري * أقوم آل حصن أم نساء
٥٠ - وقوله جل وعز (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم) (آية ٦١) أي بنجائهم وفي من النار ويقرأ (بمفازاتهم) والتوحيد أجود لأن مفازة بمعنى الفوز ٥١ - وقوله جل وعز (له مقاليد السموات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون) (آية ٦٣) روى سعيد عن قتادة قال مقاليد أي مفاتيح قال أبو جعفر ومعنى له مفاتح السموات والأرض هو خالق ما فيهما ومفتاح بابه بيده عز وجل ثم قال (والذين كفروا
بآيات الله أولئك هم الخاسرون) أي من زعم أن غيره خلق شيئا من هذا فقد خسر وكفر ٥٢ - ثم أخبر أنه ينبغي أن يعبد وحده فقال بعد البراهين (قل أفغير الله تأمروني أعبد ايها الجاهلون) ؟ (آية ٦٤) أي افغير الله أعبد في أمركم ؟ هذا قول سيبويه