٥٣ - وقوله جل وعز (وما قدروا الله حق قدره) (آية ٦٧) قال أبو جعفر أبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى وما عرفوا الله حق معرفته وفي معناه قول آخر وهو أن يكون التقدير وما قدروا نعم
الله ثم حذف كما قال سبحانه (واسأل القرية) ٥٤ - ثم قال جل وعز (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) (آية ٦٧) قال الضحاك هذا كله في يمينه قال أبو جعفر معنى والأرض جميعا قبضته يوم القيامة أي يملكها كما تقول هذا في قبضتي قال محمد بن يزيد معنى بيمينه بقوته وأنشد: إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين أي بالقوة
٥٥ - وقوله جل وعز (ونفخ في الصور) (آية ٦٨) في معناه قولان: أحدهما أنه روي عن النبي ﷺ انه سئل عن الصور فقال هو قرن ينفخ فيه وروى معمر عن قتادة في قوله ونفخ في الصور قال في صور الناس أجمعين قال أبو جعفر هذا ليس بمعروف والمستعمل في جمع صورة
صور ولم يقرأ أحد ونفخ في الصور ٥٦ - ثم قال تعالى (فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله) (آية ٦٨)
روى سعيد عن قتادة (فصعق) فمات وروى عاصم عن عيسى المدني قال سمعت علي بن حسين يسال كعب الأحبار عن قوله تعالى فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فقال كعب: جبرائيل وميكائيل واسرافيل ملك الموت وحملة العرش ثم يميتهم الله بعد وروى محمد بن إسحاق عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ في وقوله تعالى فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال جبرائيل وميكائيل
وحملة العرش وملك الموت وإسرافيل وفي هذا الحديث أن آخرهم موتا جبرائيل ﷺ وقال سعيد بن جبير إلا من شاء الله هم الشهداء متقلدي السيوف عند العرش قال أبو جعفر وهذا ليس بناقض للأول وقد روى أبو هريرة عن النبي ﷺ (ينفخ في الصور فأكون أول من قام فإذا موسى ﷺ فلا أدري اقام قبلي أم هو ممن استثى الله)