وما جاء أنها نزلت في أبي بكر أو عمر أو عثمان رضي اللّه عنهم وكلهم أهل لأن ينزل فيهم قرآن وأن يوصف بما في هذه الآية لا يخصصها أيضا "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ" استفهام إنكاري أي لا يستوون عند اللّه وعند عقلاء الأمة لأن العالم من ينتفع بلبّه لقوله تعالى "إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ٩" بآيات اللّه والجهال لا قلوب لهم حيّة تعي ذلك فلا يتذكرون ولا يذكرون.
مطلب في الخوف والرجاء والتعريض بالهجرة لمن ضاقت به أرضه :
يستدل من هذه الآية أن جانب الرجاء أكمل وأولى أن ينسب إلى اللّه تعالى لأنه أضيف في هذه الآية الحذر في مقام الخوف للنفس الإنسانية، وأضيفت الرحمة
في مقام الرجاء إلى الحضرة الربانية، ويؤيد هذا ما روي عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت (أي محتضر) فقال له :