هذا وقد يكون من هؤلاء السادة من لا ناصر له إلا اللّه وقد حذر حضرة الرسول من ظلم من لا ناصر له، وروي عنه أنه قال : اشتد غضب اللّه على من ظلم من لا يجد ناصرا غير اللّه، وروى الطبراني في الكبير والضياء في المختار وابن أبي عاصم والخرائطي في مساوئ الأخلاق أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال : اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول اللّه وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين "ذلِكَ" الحديث الحسن هو "هُدَى اللَّهِ" وقرآنه المنزل على رسوله من اللوح المحفوظ وكلامه الأزلي "يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ" هدايته إلى دينه القويم "وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ" من قساة القلوب "فَما لَهُ مِنْ هادٍ ٢٣" يهديه البتة، قال تعالى "أَ فَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ"
بالأعمال الصالحة التي قدمها في دنياه كمن هو آمن منه كلا ليس سواء لأن غير المتقي ظالم وفي ذلك اليوم يهلك الظالمون بدليل قوله عز قوله "وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ" من قبل خزنة جهنم "ذُوقُوا" هذا العذاب جزاء "ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ٢٤" في الدنيا من الآثام، قال تعالى يا أكمل الرسل لا تحزن على ما ترى من قومك فقد "كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" رسلهم كما كذبوك هؤلاء "فَأَتاهُمُ الْعَذابُ" من عندنا بعد إصرارهم على الكفر بغتة "مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ" ٢٥ على حين غفلة وساعة غرة من حيث لا يخطر ببالهم وقوعه وفي حالة لا يتوخون بها حدوثه "فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ" الذل والهوان "فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ" وأشد وأعظم "لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ٢٦" ذلك علما يقينا لآمنوا واعتبروا من قبلهم ولما عبدوا ما لا يعقل ولا يبصر ولأخلصوا عبادتهم للإله الواحد ولما مسهم السوء.